بعد ذلك لا أتذكر أن والدتي كانت مرتاحة بتربيتنا حقًا طوال العامين التاليين، لا أتذكر كل التفاصيل بالتدقيق لكنها قالت أن تربيتنا كانت أصعب شيء فعلته خصوصاً خلال ذلك الوقت العصيب.


عند بلوغي العامين من عمري، نمت أسانني و أنيابي بشكل سريع عن المعتاد، و بدأ الفرو في الظهور في جميع أنحاء جسدي و بدأت أركض على أربعة أقدام في أرجاء المنزل بينما (راين) كان لا يزال خجولاً و خائفاً من تصرفاتي ، لقد كنت مشاكسة، أحيانًا أكون غاضبًة أو حتى متحمسًة أكثر من اللازم و كنت أثير الفوضى كثيراً، كنت أركض في جميع أنحاء المنزل، و أمزق أي شيء يمكنني غرز أنيابي فيه.


حتى أن والدتي أخبرتني أنه ذات يوم في الحديقة عندما كنا أثناء نزهة على الأقدام ، بدأ كلب ينبح في وجهي ، و هربت منها كي اقوم برد النباح عليه و عادت بعدها للتو، و قد أمسكتني و عادت إلى المنزل لأن بدؤوا يحدقون بنا بعدما فعلت.


ولم يكن جماحي يقتصر فقط على النهار أيضا، في الليل أيضاً كناّ نسبب المشاكل لها ، كان (راين) يبكي و يصرخ حتى يرضع من ثدي والدتي، و لكنه كان يؤلمها و يرهقها لأنه كان يغرس أنيابه فيهما.


و أحيانًا عندما يكون هذا كثيرًا بالنسبة لها ، كانت أمي تنقع قطعة قماش في الحليب ، ثم تتركه يمصها حتى يعود إلى النوم مجدداً.


كان الجيران يشتكون طوال الوقت من صوت عوائنا و نباحنا الليلي و حتى صراخنا، في أحد الأيام ، جاء بعض الأشخاص للتساؤل عن سبب عدم قيام والدتنا بإعطائنا حقنات التلقيح لأبنائها أو الذهاب إلى مواعيد الفحص، و قد كانت هذه مشكلة كبيرة لها.


"عفواً يا سيدة (جاسمين) ، لكن هل أدركت أن أطفالك لم يجروا أي فحوصات ، بقدر ما تشير السجلات إلى أن أطفالك لم يولدوا حتى في المستشفى ؟!"، بدأت تلك المستشارة بطرح الأسئلة و الاتهامات على والدتي حتى أغلقت عليها الباب.


ظلت تحاول فتح الباب للعثور علينا و رؤيتنا و التحدث مع والدتي، "إذا لم توافقي على إجراء تحقيق في الأمر فسنتهمك بإهمال الأطفال و نأخذهم للميتم!" ، تلك كانت جملتها الأخيرة قبل أن ترحل و تدعنا و شأننا.


بالطبع لم يكن هذا إهمالًا لأطفالها لقد كانت ققط خائفة من أن يكتشفوا حقيقتتا و أخذنا منها ، لقد شعرت بالخوف من أن الأطباء سيلاحظون أننا لسنا بشريين تمامًا، و السبب في أننا لم نولده في المستشفى كان بسبب خوفها من أن نولد على شكل ذئاب.


و أذكر ذلك الموقف الأليم، عندما تعرضنا أنا و (راين) لتسمم غذائي و كانت والدتي محتارة من أخذنا إلى البيطري أو مستشفى الأطفال، لقد أخطأت عندما نسيت إخبار والدي عن كيفية تربيته، لكن في النهاية يبدو أن بعض المضادات الحيوية قد أجدت نفعاً.


2021/01/11 · 130 مشاهدة · 424 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024